سورة عبس: الآية 29 - وزيتونا ونخلا...

تفسير الآية 29, سورة عبس

وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا

الترجمة الإنجليزية

Wazaytoonan wanakhlan

تفسير الآية 29

فليتدبر الإنسان: كيف خلق الله طعامه الذي هو قوام حياته؟ أنَّا صببنا الماء على الأرض صَبًّا، ثم شققناها بما أخرجنا منها من نبات شتى، فأنبتنا فيها حبًا، وعنبًا وعلفًا للدواب، وزيتونًا ونخلا وحدائق عظيمة الأشجار، وثمارًا وكلأ تَنْعَمون بها أنتم وأنعامكم.

«وزيتونا ونخلا».

وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا وخص هذه الأربعة لكثرة فوائدها ومنافعها.

"وزيتونا" وهو معروف وهو أدم وعصيره أدم ويستصبح به ويدهن به "ونخلا" يؤكل بلحا بسرا ورطبا وتمرا ونيئا ومطبوخا ويعتصر منه رب وخل.

وأنبتنا فيها كذلك ( وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً ) وهما شجرتان معروفتان بمنافعهما الجمة ، وبثمارهما المفيدة .

"وزيتوناً"، وهو ما يعصر منه الزيت، "ونخلاً"، جمع نخلة.

" وزيتونا " وهي شجرة الزيتون " ونخلا " يعني النخيل

وقوله: ( وَزَيْتُونًا ) وهو الزيتون الذي منه الزيت ( وَنَخْلا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا ) وقد بينَّا أن الحديقة البستان المحوّط عليه. وقوله: ( غُلْبا ) يعني: غلاظا. ويعني بقوله: ( غُلْبا ) أشجارا في بساتين غلاظ.والغلب: جمع أغلب، وهو الغليظ الرقبة من الرجال؛ ومنه قول الفرزدق:عَوَى فأثارَ أغْلَبَ ضَيْغَميًّافَوَيْل ابْنِ المَراغَةِ ما اسْتثارَا? (5)وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل على اختلاف منهم في البيان عنه، فقال بعضهم: هو ما التفّ من الشجر واجتمع.* ذكر من قال ذلك:------------------------الهوامش :(5) البيت للفرزدق يهجو جريرا ( ديوان الفرزدق 443 ) . وفي اللسان : غلب ، والغلب : غلظ العنق وعظمها ، وهو أغلب : غليظ الرقبة ، وهم يصفون أبدا السادة بغلظ الرقبة وطولها ، وقد يستعمل ذلك في غير الحيوان ، كقولهم حديقة غلباء : أي عظيمة متكائفة ملتفة . وفي التنزيل : وحدائق غلبا . وأسد أغلب : غليظ الرقبة . والضيغم والضيغمي : الشديد العض ، من الضغم . وقال أبو عبيدة في مجاز القرآن ( 185 ) حدائق غلبا : يقال : نخلة وشجرة غلباء إذا كانت غليظة . ا ه .

وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) والزيتون : الثمر الذي يعصر منه الزيت المعروف .والنخل : الشجر الذي ثمرته التمر وأطوارهُ .
الآية 29 - سورة عبس: (وزيتونا ونخلا...)