وإذا رأوا معجزة دالَّة على نبوَّتك يسخرون منها ويعجبون.
«وإذا رأوْا آية» كانشقاق القمر «يستسخرون» يستهزئُون بها.
ومن العجب [أيضا] أنهم إذا أقيمت عليهم الأدلة، وذكروا الآيات التي يخضع لهل فحول الرجال وألباب الألباء، يسخرون منها ويعجبون.
( وإذا رأوا آية ) أي : دلالة واضحة على ذلك ( يستسخرون ) قال مجاهد وقتادة : يستهزئون .
وإذا رأوا آية واضحة في دلالتها على الحق يَسْتَسْخِرُونَ أى: يبالغون في السخرية وفي الاستهزاء بها، يقال: استسخر القوم من الشيء، إذا استدعى بعضهم بعضا للاستهزاء به.
( وإذا رأوا آية ) قال ابن عباس ومقاتل : يعني انشقاق القمر ) ( يستسخرون ) يسخرون ويستهزءون ، وقيل : يستدعي بعضهم عن بعض السخرية .
وإذا رأوا آية أي معجزة يستسخرون أي يسخرون في قول قتادة . ويقولون إنها سحر . واستسخر وسخر بمعنى ، مثل استقر وقر ، واستعجب ، وعجب . وقيل : يستسخرون أي : يستدعون السخرية من غيرهم . وقال مجاهد : يستهزئون . وقيل : أي : يظنون أن تلك الآية سخرية .
وقوله ( وإذا رأوا آية يستسخرون ) يقول : وإذا رأوا حجة من حجج الله عليهم ، ودلالة على نبوة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - يستسخرون : يقول : يسخرون ويستهزءون .وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .ذكر من قال ذلك :حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( وإذا رأوا آية يستسخرون ) : يسخرون منها ويستهزئون .حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله ( وإذا رأوا آية يستسخرون ) قال : يستهزئون ، يستخسرون .
وَإِذَا رَأَوْا آَيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14)فالسخرية المذكورة في قوله : { ويسخرون } سخرية من محاجّة النبي صلى الله عليه وسلم إياهم بالأدلة . والسخرية المذكورة هنا سخرية من ظهور الآيات المعجزات ، أي يزيدون في السخرية بمن ظنّ منهم أن ظهور المعجزات يحول بهم عن كفرهم ، ألا ترى أنهم قالوا : { إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها } [ الفرقان : 42 ] .