سورة عبس: الآية 14 - مرفوعة مطهرة...

تفسير الآية 14, سورة عبس

مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍۭ

الترجمة الإنجليزية

MarfooAAatin mutahharatin

تفسير الآية 14

وأمَّا من كان حريصا على لقائك، وهو يخشى الله من التقصير في الاسترشاد، فأنت عنه تتشاغل. ليس الأمر كما فعلت أيها الرسول، إن هذه السورة موعظة لك ولكل من شاء الاتعاظ. فمن شاء ذكر الله وَأْتَمَّ بوحيه. هذا الوحي، وهو القرآن في صحف معظمة، موقرة، عالية القدر مطهرة من الدنس والزيادة والنقص، بأيدي ملائكة كتبة، سفراء بين الله وخلقه، كرام الخلق، أخلاقهم وأفعالهم بارة طاهرة.

«مرفوعة» في السماء «مطهرة» منزهة عن مس الشياطين.

[ مَرْفُوعَةٍ القدر والرتبة مُطَهَّرَةٌ [من الآفاق و] عن أن تنالها أيدي الشياطين أو يسترقوها

"مرفوعة" أي عالية القدر "مطهرة" أي من الدنس والزيادة والنقص.

هذه الصحف - أيضا - ( مرفوعة ) أى : ذات منزلة رفيعة ( مطهرة ) أى : منزهة عن أن يمسهها ما يدنسها .

"مرفوعة"، رفيعة القدر عند الله عز وجل، وقيل: مرفوعة يعني في السماء السابعة. "مطهرة"، لا يمسها إلا المطهرون، وهم الملائكة.

مرفوعة رفيعة القدر عند الله . وقيل : مرفوعة عنده تبارك وتعالى . وقيل : مرفوعة في السماء السابعة ، قالهيحيى بن سلام . الطبري : مرفوعة الذكر والقدر . وقيل : مرفوعة عن الشبه والتناقض . مطهرة قال الحسن : من كل دنس . وقيل : مصانة عن أن ينالها الكفار . وهو معنى قول السدي . وعن الحسن أيضا : مطهرة من أن تنزل على المشركين . وقيل : أي القرآن أثبت للملائكة في صحف يقرؤونها فهي مكرمة مرفوعة مطهرة .

( فِي صُحُفِ ) يقول: إنها تذكرة ( فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ * مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ ) يعني: في اللوح المحفوظ، وهو المرفوع المطهر عند الله.

مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) و { مطهرة } اسم مفعول مِن طَهَّره إذا نظَّفه . والمراد هنا : الطهارة المجازية وهي الشرف ، فيجوز أن يحمل الصحف على حقيقته فتكون أوصافها ب { مُكرمة ، مرفوعة ، مطهرة } محمولة على المعاني المجازية وهي معاني الاعتناء بها كما قال تعالى : { قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم } [ النمل : 29 ] . وتشريفها كما قال تعالى : { إن كتاب الأبرار لفي عليين } [ المطففين : 18 ] وقُدسِيةِ معانيها كما قال تعالى : { ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم } [ البقرة : 129 ] ، وكان المرادُ بالصحف الأشياء التي كتب فيها القرآن من رقوق وقراطيسَ ، وأكتاف ، ولِخاف ، وجريد .فقد روي أن كتَّاب الوحي كانوا يكتبون فيها كما جاء في خبر جمع أبي بكر للمصحف حين أمر بكتابته في رقوق أو قراطيس ، ويكون إطلاق الصحف عليها تغليباً ويكون حرف ( في ) للظرفية الحقيقية
الآية 14 - سورة عبس: (مرفوعة مطهرة...)