سورة الزخرف: القراءة والتفسير والتحميل

تحتوي هذه الصفحة على جميع آيات سورة الزخرف بالإضافة إلى تفسير جميع الآيات من قبل تفسير القرطبي (أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي). في الجزء الأول يمكنك قراءة سورة الزخرف مرتبة في صفحات تماما كما هو موجود في القرآن. لقراءة تفسير لآية ما انقر على رقمها.

معلومات عن سورة الزخرف

سُورَةُ الزُّخۡرُفِ
الصفحة 489 (آيات من 1 إلى 10)

الاستماع إلى سورة الزخرف

تفسير سورة الزخرف (تفسير القرطبي: أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي)

الترجمة الإنجليزية

Hameem

سورة الزخرفمكية بإجماع . وقال مقاتل : إلا قوله : واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا . وهي تسع وثمانون آية .بسم الله الرحمن الرحيم .حمقوله تعالى : حم والكتاب المبين تقدم الكلام فيه . وقيل : ( حم ) قسم .

الترجمة الإنجليزية

Waalkitabi almubeeni

( والكتاب المبين ) قسم ثان ، ولله أن يقسم بما شاء . والجواب إنا جعلناه وقال ابن الأنباري : من جعل جواب ( والكتاب ) ( حم ) - كما تقول نزل والله وجب والله - وقف على ( الكتاب المبين ) . ومن جعل جواب القسم ( إنا جعلناه ) لم يقف على الكتاب المبين

الترجمة الإنجليزية

Inna jaAAalnahu quranan AAarabiyyan laAAallakum taAAqiloona

ومعنى : ( جعلناه ) أي : سميناه ووصفناه ، ولذلك تعدى إلى مفعولين ، كقوله تعالى : ما جعل الله من بحيرة . وقال السدي : أي : أنزلناه قرآنا . مجاهد : قلناه . الزجاج وسفيان الثوري : بيناه .( عربيا ) أي : أنزلناه بلسان العرب ; لأن كل نبي أنزل كتابه بلسان قومه ، قال سفيان الثوري وغيره . وقال مقاتل : لأن لسان أهل السماء عربي . وقيل : المراد ( بالكتاب ) جميع الكتب المنزلة على الأنبياء ; لأن الكتاب اسم جنس فكأنه أقسم بجميع ما أنزل من الكتب أنه جعل القرآن عربيا .والكناية في قوله : ( جعلناه ) ترجع إلى القرآن وإن لم يجر له ذكر في هذه السورة ، كقوله تعالى : إنا أنزلناه في ليلة القدر .لعلكم تعقلون أي تفهمون أحكامه ومعانيه . فعلى هذا القول يكون خاصا للعرب دون العجم ، قاله ابن عيسى . وقال ابن زيد : المعنى لعلكم تتفكرون ، فعلى هذا يكون خطابا عاما للعرب والعجم . ونعت الكتاب بالمبين لأن الله بين فيه أحكامه وفرائضه ، على ما تقدم في غير موضع

الترجمة الإنجليزية

Wainnahu fee ommi alkitabi ladayna laAAaliyyun hakeemun

قوله تعالى : وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم .قوله تعالى : وإنه في أم الكتاب يعني القرآن في اللوح المحفوظ ( لدينا ) عندنا لعلي حكيم أي : رفيع محكم لا يوجد فيه اختلاف ولا تناقض ، قال الله تعالى : إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون وقال تعالى : بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ . وقال ابن جريج : المراد بقوله تعالى : ( وإنه ) أي : أعمال الخلق من إيمان وكفر وطاعة ومعصية . ( لعلي ) أي : رفيع عن أن ينال فيبدل ، ( حكيم ) أي : محفوظ من نقص أو تغيير . وقال ابن عباس : أول ما خلق الله القلم فأمره أن يكتب ما يريد أن يخلق ، فالكتاب عنده ، ثم قرأ وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم وكسر الهمزة من ( أم الكتاب ) حمزة والكسائي . وضم الباقون ، وقد تقدم .

الترجمة الإنجليزية

Afanadribu AAankumu alththikra safhan an kuntum qawman musrifeena

قوله تعالى : أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين.قوله تعالى : أفنضرب عنكم الذكر صفحا يعني : القرآن ، عن الضحاك وغيره . وقيل : المراد بالذكر العذاب ، أي : أفنضرب عنكم العذاب ولا نعاقبكم على إسرافكم وكفركم ، قاله مجاهد وأبو صالح والسدي ، ورواه العوفي عن ابن عباس .وقال ابن عباس : المعنى أفحسبتم أن نصفح عنكم العذاب ولما تفعلوا ما أمرتم به . وعنه أيضا أن المعنى أتكذبون بالقرآن ولا تعاقبون . وقال السدي أيضا : المعنى أفنترككم سدى فلا نأمركم ولا ننهاكم .وقال قتادة : المعنى أفنهلككم ولا نأمركم ولا ننهاكم . وعنه أيضا : أفنمسك عن إنزال القرآن من قبل أنكم لا تؤمنون به فلا ننزله عليكم . وقاله ابن زيد . قال قتادة : والله لو كان هذا القرآن رفع حين رددته أوائل هذه الأمة لهلكوا ، ولكن الله ردده وكرره عليهم برحمته . وقال الكسائي : أفنطوي عنكم الذكر طيا فلا توعظون ولا تؤمرون . وقيل : الذكر التذكر ، فكأنه قال : أنترك تذكيركم لأن كنتم قوما مسرفين ، في قراءة من فتح . ومن كسر جعلها للشرط وما قبلها جوابا لها ; لأنها لم تعمل في اللفظ . ونظيره : وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين وقيل : الجواب محذوف دل عليه ما تقدم ، كما تقول : أنت ظالم إن فعلت . ومعنى الكسر عند الزجاج الحال ; لأن في الكلام معنى التقرير والتوبيخ .ومعنى ( صفحا ) إعراضا ، يقال صفحت عن فلان إذا أعرضت عن ذنبه . وقد ضربت عنه صفحا إذا أعرضت عنه وتركته . والأصل ، فيه صفحة العنق ، يقال : أعرضت عنه أي : وليته صفحة عنقي . قال الشاعر :صفوحا فما تلقاك إلا بخيلة فمن مل منها ذلك الوصل ملتوانتصب ( صفحا ) على المصدر لأن معنى ( أفنضرب ) أفنصفح . وقيل : التقدير أفنضرب عنكم الذكر صافحين ، كما يقال : جاء فلان مشيا . ومعنى : مسرفين مشركين . واختار أبو عبيدة الفتح في ( أن ) وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وعاصم وابن عامر ، قال : لأن الله تعالى عاتبهم على ما كان منهم ، وعلمه قبل ذلك من فعلهم .

الترجمة الإنجليزية

Wakam arsalna min nabiyyin fee alawwaleena

قوله تعالى : وكم أرسلنا من نبي في الأولين ( كم ) هنا خبرية والمراد بها التكثير ، والمعنى ما أكثر ما أرسلنا من الأنبياء . كما قال : كم تركوا من جنات وعيون أي : ما أكثر ما تركوا .

الترجمة الإنجليزية

Wama yateehim min nabiyyin illa kanoo bihi yastahzioona

وما يأتيهم من نبي أي : لم يكن يأتيهم نبي إلا كانوا به يستهزئون كاستهزاء قومك بك . يعزي نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم - ويسليه .

الترجمة الإنجليزية

Faahlakna ashadda minhum batshan wamada mathalu alawwaleena

فأهلكنا أشد منهم بطشا أي قوما أشد منهم قوة . والكناية في ( منهم ) ترجع إلى المشركين المخاطبين بقوله : أفنضرب عنكم الذكر صفحا فكنى عنهم بعد أن خاطبهم . ( وأشد ) نصب على الحال . وقيل : هو مفعول ، أي : فقد أهلكنا أقوى من هؤلاء المشركين في أبدانهم وأتباعهم . ومضى مثل الأولين أي عقوبتهم ، عن قتادة وقيل : صفحة الأولين ، فخبرهم بأنهم أهلكوا على كفرهم ، حكاه النقاش والمهدوي .والمثل : الوصف والخبر .

الترجمة الإنجليزية

Walain saaltahum man khalaqa alssamawati waalarda layaqoolunna khalaqahunna alAAazeezu alAAaleemu

قوله تعالى : ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم .قوله تعالى : ولئن سألتهم يعني المشركين . من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم فأقروا له بالخلق والإيجاد ، ثم عبدوا معه غيره جهلا منهم . وقد مضى في غير موضع

الترجمة الإنجليزية

Allathee jaAAala lakumu alarda mahdan wajaAAala lakum feeha subulan laAAallakum tahtadoona

قوله تعالى : الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدونقوله تعالى : الذي جعل لكم الأرض مهدا وصف نفسه سبحانه بكمال القدرة . وهذا ابتداء إخبار منه عن نفسه ، ولو كان هذا إخبارا عن قول الكفار لقال الذي جعل لنا الأرض ( مهادا ) فراشا وبساطا . وقد تقدم . وقرأ الكوفيون مهدا وجعل لكم فيها سبلا أي معايش . وقيل : طرقا ، لتسلكوا منها إلى حيث أردتم . لعلكم تهتدون فتستدلون بمقدوراته على قدرته . وقيل : لعلكم تهتدون في أسفاركم ، قاله ابن عيسى . وقيل : لعلكم تعرفون نعمة الله عليكم ، قاله سعيد بن جبير . وقيل : تهتدون إلى معايشكم .
489