سورة عبس: الآية 9 - وهو يخشى...

تفسير الآية 9, سورة عبس

وَهُوَ يَخْشَىٰ

الترجمة الإنجليزية

Wahuwa yakhsha

تفسير الآية 9

وأمَّا من كان حريصا على لقائك، وهو يخشى الله من التقصير في الاسترشاد، فأنت عنه تتشاغل. ليس الأمر كما فعلت أيها الرسول، إن هذه السورة موعظة لك ولكل من شاء الاتعاظ. فمن شاء ذكر الله وَأْتَمَّ بوحيه. هذا الوحي، وهو القرآن في صحف معظمة، موقرة، عالية القدر مطهرة من الدنس والزيادة والنقص، بأيدي ملائكة كتبة، سفراء بين الله وخلقه، كرام الخلق، أخلاقهم وأفعالهم بارة طاهرة.

«وهو يخشى» الله حال من فاعل يسعى وهو الأعمى.

وهذه فائدة كبيرة، هي المقصودة من بعثة الرسل، ووعظ الوعاظ، وتذكير المذكرين، فإقبالك على من جاء بنفسه مفتقرا لذلك منك ، هو الأليق الواجب، وأما تصديك وتعرضك للغني المستغني الذي لا يسأل ولا يستفتي لعدم رغبته في الخير، مع تركك من هو أهم منه، فإنه لا ينبغي لك، فإنه ليس عليك أن لا يزكى، فلو لم يتزك، فلست بمحاسب على ما عمله من الشر.فدل هذا على القاعدة المشهورة، أنه: " لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم، ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة " وأنه ينبغي الإقبال على طالب العلم، المفتقر إليه، الحريص عليه أزيد من غيره.

ليهتدي بما تقول له.

( وَهُوَ يخشى ) أى : وهو يخشى الله ، ويخاف عقابه ، ويرجو ثوابه .

"وهو يخشى"، الله عز وجل.

أي يخاف الله .

( وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى ) يقول: وأما هذا الأعمى الذي جاءك سعيا، وهو يخشى الله ويتقيه.

وَهُوَ يَخْشَى (9) وجملة { وهو يخشى } في موضع الحال ، وحذف مفعول { يخشى } لظهوره لأن الخشية في لسان الشرع تنصرف إلى خشية الله تعالى .والمعنى : أنه جاء طلباً للتزكية لأن يخشى الله من التقصير في الاسترشاد . واختير الفعل المضارع لإفادته التجدد .
الآية 9 - سورة عبس: (وهو يخشى...)