سورة البروج: الآية 20 - والله من ورائهم محيط...

تفسير الآية 20, سورة البروج

وَٱللَّهُ مِن وَرَآئِهِم مُّحِيطٌۢ

الترجمة الإنجليزية

WaAllahu min waraihim muheetun

تفسير الآية 20

هل بلغك -أيها الرسول- خبر الجموع الكافرة المكذبة لأنبيائها، فرعون وثمود، وما حلَّ بهم من العذاب والنكال، لم يعتبر القوم بذلك، بل الذين كفروا في تكذيب متواصل كدأب مَن قبلهم، والله قد أحاط بهم علما وقدرة، لا يخفى عليه منهم ومن أعمالهم شيء. وليس القرآن كما زعم المكذبون المشركون بأنه شعر وسحر، فكذَّبوا به، بل هو قرآن عظيم كريم، في لوح محفوظ، لا يناله تبديل ولا تحريف.

«والله من ورائهم محيط» لا عاصم لهم منه.

وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ أي: قد أحاط بهم علمًا وقدرة، كقوله: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ففيه الوعيد الشديد للكافرين، من عقوبة من هم في قبضته، وتحت تدبيره.

أي هو قادر عليهم قاهر لا يفوتونه ولا يعجزونه.

وقوله- سبحانه-: بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ. وَاللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ إضراب انتقالي، المقصود منه بيان أن هؤلاء المشركين المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم لم يتعظوا بمن سبقهم.أى: لقد كانت عاقبة جنود فرعون وثمود، الهلاك والدمار، بسبب إصرارهم على كفرهم، ولكن قومك- أيها الرسول- لم يعتبروا بهم، بل استمروا في تكذيبهم لك، وفي إعراضهم عنك.. واعلم أن الله- تعالى- محيط بهم إحاطة تامة، ولن يفلتوا من عقابه بأية حيلة من الحيل، فهم تحت قبضته وسلطانه، وسينزل بهم بأسه في الوقت الذي يريده.

( والله من ورائهم محيط ) ، عالم بهم لا يخفى عليه شيء من أعمالهم ، يقدر أن ينزل بهم ما أنزل بمن كان قبلهم .

قوله تعالى : والله من ورائهم محيط أي يقدر على أن ينزل بهم ما أنزل بفرعون . والمحاط به كالمحصور . وقيل : أي والله عالم بهم فهو يجازيهم .

( وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ ) بأعمالهم مُحْصٍ لها، لا يخفى عليه منها شيءٌ، وهو مجازيهم على جميعها.

وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20)وجملة : { والله من ورائهم محيط } عطف على جملة : { الذين كفروا في تكذيب } ، أي هم متمكنون من التكذيب والله يسلط عليهم عقاباً لا يفلتون منه . فقوله : { والله من ورائهم محيط } تمثيل لحال انتظار العذاب إياهم وهم في غفلة عنه بحال من أحاط به العدوّ من ورائه وهو لا يعلم حتى إذا رام الفرار والإِفلات وجد العدوّ محيطاً به ، وليس المراد هنا إحاطة علمه تعالى بتكذيبهم إذ ليس له كبير جَدوى .وقد قُوبل جزاء إحاطة التكذيب بهم بإحاطة العذاب بهم جزاء وفاقاً فقوله : { والله من ورائهم محيط } خبر مستعمل في الوعيد والتهديد .
الآية 20 - سورة البروج: (والله من ورائهم محيط...)