سورة البروج: الآية 21 - بل هو قرآن مجيد...

تفسير الآية 21, سورة البروج

بَلْ هُوَ قُرْءَانٌ مَّجِيدٌ

الترجمة الإنجليزية

Bal huwa quranun majeedun

تفسير الآية 21

هل بلغك -أيها الرسول- خبر الجموع الكافرة المكذبة لأنبيائها، فرعون وثمود، وما حلَّ بهم من العذاب والنكال، لم يعتبر القوم بذلك، بل الذين كفروا في تكذيب متواصل كدأب مَن قبلهم، والله قد أحاط بهم علما وقدرة، لا يخفى عليه منهم ومن أعمالهم شيء. وليس القرآن كما زعم المكذبون المشركون بأنه شعر وسحر، فكذَّبوا به، بل هو قرآن عظيم كريم، في لوح محفوظ، لا يناله تبديل ولا تحريف.

«بل هو قرآن مجيد» عظيم.

بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ أي: وسيع المعاني عظيمها، كثير الخير والعلم.

أي عظيم كريم.

وقوله - سبحانه - : ( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ . فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ ) إضراب انتقالى آخر ، من بيان شدة تكذيبهم للحق ، إلى بيان القرآن الكريم هو كتاب الله الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .أى : ليس الأمر كما قال هؤلاء المشركون فى القرآن من أنه أساطير الأولين . . بل الحق أن هذا القرآن هو كلام الله - تعالى - البالغ النهاية فى الشرف والرفعة والعظمة .

"بل هو قرآن مجيد"، كريم شريف كثير الخير، ليس كما زعم المشركون أنه شعر وكهانة.

بل هو قرآن مجيد أي متناه في الشرف والكرم والبركة ، وهو بيان ما بالناس الحاجة إليه من أحكام الدين والدنيا ، لا كما زعم المشركون . وقيل مجيد : أي غير مخلوق .

وقوله: ( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ) يقول - تكذيبا منه جلّ ثناؤه للقائلين للقرآن هو شعر وسجع -: ما ذلك كذلك، بل هو قرآن كريم.حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ) يقول: قرآن كريم.حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر، عن سعيد، في قوله: ( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ) قال: كريم.

بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ (21) إضرابُ إبطاللٍ لتكذيبهم لأن القرآن جاءهم بدلائل بيِّنة فاستمرارهم على التكذيب ناشىء عن سوء اعتقادهم صدقَ القرآن إذ وصفوه بصفات النقص من قولهم : أساطير الأولين ، إفْك مفترىً ، قول كاهن ، قول شاعر ، فكان التنويه به جامعاً لإِبطال جميع ترهاتهم على طريقة الإِيجاز .و { قرآن } : مصدر قرأ على وزن فُعلان الدال على كثرة المعنى مثل الشكران والقربان . وهو من القراءة وهي تلاوة كلام صدر في زمن سابق لوقت تلاوة تاليه بمثل ما تكلم به متكلمه سواء كان مكتوباً في صحيفة أم كان ملقَّناً لتاليه بحيث لا يخالف أصله ولو كان أصله كلام تاليه ولذلك لا يقال لنقل كلام أنه قراءة إلا إذا كان كلاماً مكتوباً أو محفوظاً .وكلما جاء { قرآن } منكراً فهو مصدر وأما اسم كتاب الإِسلام فهو بالتعريف باللام لأنه عَلَم بالغلبة .فالإِخبار عن الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم باسم قرآن إشارة عرفية إلى أنه موحى به تعريض بإبطال ما اختلقه المكذبون : أنه أساطير الأولين أو قول كاهن أو نحو ذلك .ووُصف { قرآن } صفة أخرى بأنه مُودع في لوح .واللوح : قطعة من خشب مستوية تتخذ ليُكتب فيها .
الآية 21 - سورة البروج: (بل هو قرآن مجيد...)