سورة الفجر: الآية 12 - فأكثروا فيها الفساد...

تفسير الآية 12, سورة الفجر

فَأَكْثَرُوا۟ فِيهَا ٱلْفَسَادَ

الترجمة الإنجليزية

Faaktharoo feeha alfasada

تفسير الآية 12

هؤلاء الذين استبدُّوا، وظلموا في بلاد الله، فأكثروا فيها بظلمهم الفساد، فصب عليهم ربُّك عذابا شديدا. إنَّ ربك -أيها الرسول- لبالمرصاد لمن يعصيه، يمهله قليلا ثم يأخذه أخْذَ عزيز مقتدر.

«فأكثروا فيها الفساد» القتل وغيره.

فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ وهو العمل بالكفر وشعبه، من جميع أجناس المعاصي، وسعوا في محاربة الرسل وصد الناس عن سبيل الله.

عاثوا في الأرض بالإفساد والأذية للناس.

فَأَكْثَرُوا فِيهَا أى: في البلاد الْفَسادَ عن طريق الفسوق والخروج عن طاعتنا.

"فأكثروا فيها الفساد".

أي الجور والأذى .و " الذين طغوا " أحسن الوجوه فيه أن يكون في محل النصب على الذم .ويجوز أن يكون مرفوعا على : هم الذين طغوا , أو مجرورا على وصف المذكورين : عاد , وثمود , وفرعون .

القول في تأويل قوله تعالى : فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12)يقول تعالى ذكره: فأكثروا في البلاد المعاصي، وركوب ما حرّم الله عليهم .

فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) و { الفساد } : سوء حال الشيء ولحاق الضر به قال تعالى : { وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل } [ البقرة : 205 ] . وضد الفساد الصلاح قال تعالى : { ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها } [ الأعراف : 56 ] وكان ما أكثروه من الفساد سبباً في غضب الله عليهم ، والله لا يحب الفساد فصب عليهم العذاب .والصب حقيقته : إفراغ ما في الظرف ، وهو هنا مستعار لحلول العذاب دَفعة وإحاطته بهم كما يصب الماء على المغتَسِل أو يصب المطر على الأرض ، فوجه الشبه مركب من السرعة والكثرة ونظيره استعارةُ الإِفراغ في قوله تعالى : { ربنا أفرغ علينا صبراً } [ البقرة : 250 ] ونظير الصب قولهم : شن عليهم الغارةَ .وكان العذاب الذي أصاب هؤلاء عذاباً مفاجئاً قاضياً .فأما عاد فرأوا عارض الريح فحسبوه عارض مطر فما لبثوا حتى أطارتهم الريح كل مطير .وأما ثمود فقد أخذتهم الصيحة .وأما فرعون فحسبوا البحر منحسراً فما راعهم إلا وقد أحاط بهم .
الآية 12 - سورة الفجر: (فأكثروا فيها الفساد...)