سورة الغاشية: الآية 1 - هل أتاك حديث الغاشية...

تفسير الآية 1, سورة الغاشية

هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ٱلْغَٰشِيَةِ

الترجمة الإنجليزية

Hal ataka hadeethu alghashiyati

تفسير الآية 1

هل أتاك -أيها الرسول- خبر القيامة التي تغشى الناس بأهوالها؟

«هل» قد «أتاك حديث الغاشية» القيامة لأنها تغشى الخلائق بأهوالها.

يذكر تعالى أحوال يوم القيامة وما فيها من الأهوال الطامة، وأنها تغشى الخلائق بشدائدها، فيجازون بأعمالهم، ويتميزون [إلى] فريقين: فريقًا في الجنة، وفريقًا في السعير.

تفسير سورة الغاشية وهي مكية .قد تقدم عن النعمان بن بشير : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ ب " سبح اسم ربك الأعلى " والغاشية في صلاة العيد ويوم الجمعة .وقال الإمام مالك ، عن ضمرة بن سعيد ، عن عبيد الله بن عبد الله : أن الضحاك بن قيس سأل النعمان بن بشير : بم كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الجمعة مع سورة الجمعة ؟ قال : " هل أتاك حديث الغاشية " .رواه أبو داود عن القعنبي ، والنسائي عن قتيبة ، كلاهما عن مالك به ، ورواه مسلم وابن ماجه ، من حديث سفيان بن عيينة ، عن ضمرة بن سعيد ، به .الغاشية : من أسماء يوم القيامة . قاله ابن عباس ، وقتادة ، وابن زيد ; لأنها تغشى الناس وتعمهم . وقد قال ابن أبي حاتم :حدثنا أبي ، حدثنا علي بن محمد الطنافسي ، حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون قال : مر النبي - صلى الله عليه وسلم - على امرأة تقرأ : ( هل أتاك حديث الغاشية ) فقام يستمع ويقول : " نعم ، قد جاءني " .

تفسير سورة الغاشيةمقدمة وتمهيد1- سورة «الغاشية» ، وتسمى سورة «هل أتاك حديث الغاشية» من السور المكية الخالصة، وعدد آياتها ست وعشرون آية، وهي السورة الثامنة والثمانون في ترتيب المصحف، أما ترتيبها في النزول، فهي السورة السابعة والستون من بين السور المكية، وكان نزولها بعد سورة «الذاريات» وقبل سورة «الكهف» .2- وهي من السور التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها كثيرا، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه، عن النعمان بن بشير، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ «سبح اسم ربك الأعلى» «والغاشية» في صلاة الجمعة والعيدين.وفي رواية- أيضا- عن النعمان بن بشير أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقرأ هذه السورة مع سورة الجمعة، في صلاة الجمعة.3- وقد اشتملت السورة الكريمة على بيان أحوال الكافرين والمؤمنين يوم القيامة، كما لفتت أنظار الناس إلى مظاهر قدرة الله في خلقه، لكي يتفكروا ويتدبروا أن الخالق لهذه الأشياء بتلك الصورة البديعة، هو المستحق للعبادة والطاعة، وأنهم سيعودون إليه للحساب والجزاء إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ. ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ.الاستفهام فى قوله - تعالى - : ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الغاشية ) للتحقيق والتقرير ، أو المقصود به التعجيب من حديث القيامة ، والتشويق إلى الاستماع إليه .والغاشية : لفظ مشتق من الغشيان ، وهو تغطية الشئ لغيره ، يقال : غشيه الأمر ، إذا غطاه ، والمقصود بالغاشية يوم القيامة ، ووصف يوم القيامة بذلك ، لأنه يغشى الناس بأهواله وشدائده ، ويغطى عقولهم عن التفكير فى أى شئ سواه .والمعنى : هل بلغك - أيها الرسول الكريم أو أيها المخاطب - حديث يوم القيامة ، الذى يغشى الناس بأحواله المفزعة ، ويعمهم بشدائده . . إن كان لم يأتك فهذا خبره ، وتلك هى أقسام الناس فيه .وافتتاح السورة بهذا الافتتاح - بجانب ما فيه من تشويق - يدل على أهمية هذا الخبر ، وأنه من الأخبار التى ينبغى الاستعداد لما اشتملت عليه من معانى لا يصح التغافل عنها .

مكية"هل أتاك حديث الغاشية"، يعني: قد أتاك حديث القيامة، تغشى كل شيء بالأهوال.

سورة الغاشيةوهي مكية في قول الجميع ، وهي ست وعشرون آيةبسم الله الرحمن الرحيمهل أتاك حديث الغاشية هل بمعنى قد كقوله : هل أتى على الإنسان قاله قطرب . أي قد جاءك يا محمد حديث الغاشية أي القيامة التي تغشى الخلائق بأهوالها وأفزاعها قاله أكثر المفسرين . وقال سعيد بن جبير ومحمد بن كعب : الغاشية : النار تغشى وجوه الكفار ورواه أبو صالح عن ابن عباس ودليله قوله تعالى : وتغشى وجوههم النار . وقيل : تغشى الخلق . وقيل : المراد النفخة الثانية للبعث ; لأنها تغشى الخلائق . وقيل : ( الغاشية ) أهل النار يغشونها ، ويقتحمون فيها . وقيل : معنى هل أتاك أي هذا لم يكن من علمك ، ولا من علم قومك . قال ابن عباس : لم يكن أتاه قبل ذلك على هذا التفصيل المذكور هاهنا . وقيل : إنها خرجت مخرج الاستفهام لرسوله ومعناه إن لم يكن أتاك حديث الغاشية فقد أتاك وهو معنى قول الكلبي .

القول في تأويل قوله تعالى : هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1)يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ( هَلْ أَتَاكَ ) يا محمد ( حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ) يعني: قصتها وخبرها.واختلف أهل التأويل في معنى الغاشية، فقال بعضهم: هي القيامة تغشي الناس بالأهوال.* ذكر من قال ذلك:حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس ( الْغَاشِيَةِ ) من أسماء يوم القيامة، عظَّمه الله، وحذّره عباده.حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ) قال: الغاشية: الساعة.حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله: ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ) قال: الساعة.وقال آخرون: بل الغاشية: النار تغشَى وجوه الكَفَرة.* ذكر من قال ذلك:حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث، عن سعيد، في قوله: ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ) قال: غاشية النار.والصواب من القول في ذلك أن يقال : إن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ) لم يخبرنا أنه عنى غاشية القيامة، ولا أنه عنى غاشية النار. وكلتاهما غاشية، هذه تغشى الناس بالبلاء والأهوال والكروب، وهذه تغشي الكفار باللفح في الوجوه، والشُّواظ والنحاس، فلا قول في ذلك أصحّ من أن يقال كما قال جلّ ثناؤه، ويعمّ الخبر بذلك كما عمه.

هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1)الافتتاح بالاستفهام عن بلوغ خبر الغاشية مستعمل في التشويق إلى معرفة هذا الخبر لما يترتب عليه من الموعظة .وكونُ الاستفهام ب { هل } المفيدة معنى ( قد ) ، فيه مزيد تشويق فهو استفهام صوري يكنى به عن أهمية الخبر بحيث شأنه أن يكون بلَغ السامع ، وقد تقدم نظيره في قوله تعالى : { وهل أتاك نبؤا الخصم } في سورة ص ( 21 ) . وقوله : { هل أتاك حديث موسى } في سورة النازعات ( 15 ) .وتقدم هنالك إطلاق فعل الإِتيان على فشو الحديث .وتعريف ما أضيف إليه حديث } بوصفه { الغاشية } الذي يقتضي موصوفاً لم يذكر هو إبهام لزيادة التشويق إلى بيانه الآتي ليتمكن الخبر في الذهن كمال تمكُّن .والحديث : الخبر المتحدَّث به وهو فعيل بمعنى مفعول ، أو الخبر الحاصل بحدثان أي ما حدث من أحوال . وتقدم في سورة النازعات .و { الغاشية } : مشتقة من الغشيان وهو تغطية متمكنة وهي صفة أريد بها حادثة القيامة سميت غاشية على وجه الاستعارة لأنها إذا حصلت لم يجد الناس مَفراً من أهوالها فكأنها غاششٍ يغشى على عقولهم . ويطلق الغشيان على غيبوبة العقل فيجوز أن يَكون وصف الغاشية مشتقاً منه . ففهم من هذا أن الغاشية صفة لمحذوف يدل عليه السياق وتأنيث الغاشية لتأويلها بالحادثة ولم يستعملوها إلا مؤنثة اللفظ والتأنيث كثير في نقل الأوصاف إلى الإسمية مثل الداهية والطامة والصاخة والقارعة والآزفة .و { الغاشية } هنا : علم بالغلبة على ساعة القيامة كما يؤذن بذلك قوله عقبه { وجوه يومئذ } [ الغاشية : 2 ] أي يوم الغاشية .
الآية 1 - سورة الغاشية: (هل أتاك حديث الغاشية...)