سورة الماعون: الآية 3 - ولا يحض على طعام المسكين...

تفسير الآية 3, سورة الماعون

وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ

الترجمة الإنجليزية

Wala yahuddu AAala taAAami almiskeeni

تفسير الآية 3

ولا يحضُّ غيره على إطعام المسكين، فكيف له أن يطعمه بنفسه؟

«ولا يحض» نفسه ولا غيره «على طعام المسكين» أي إطعامه، نزلت في العاص بن وائل أو الوليد بن المغيرة.

وَلَا يَحُضُّ غيره عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ومن باب أولى أنه بنفسه لا يطعم المسكين.

يعني الفقير الذي لا شيء له يقوم بأوده وكفايته.

وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ أى: أن من صفاته الذميمة- أيضا- أنه لا يحث أهله وغيرهم من الأغنياء على بذل الطعام للبائس المسكين، وذلك لشحه الشديد، واستيلاء الشيطان عليه، وانطماس بصيرته عن كل خير.وفي هذه الآية والتي قبلها دلالة واضحة على أن هذا الإنسان المكذب بالدين قد بلغ النهاية في السوء والقبح، فهو لقسوة قلبه لا يعطف على يتيم، بل يحتقره ويمنع عنه كل خير، وهو لخبث نفسه لا يفعل الخير، ولا يحض غيره على فعله، بل يحض على الشرور والآثام.ولما كانت هذه الصفات الذميمة، لا تؤدى إلى إخلاص أو خشوع لله- تعالى- وإنما تؤدى إلى الرياء وعدم المبالاة بأداء التكاليف التي أوجبها- سبحانه- على خلقه ...لما كان الأمر كذلك، وصف- سبحانه- هؤلاء المكذبين بالبعث والجزاء بأوصاف أخرى، فقال: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ. الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ. الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ.

"ولا يحض على طعام المسكين"، لا يطعمه ولا يأمر بإطعامه، لأنه يكذب بالجزاء.

قوله تعالى : ولا يحض على طعام المسكين لا يأمر به ، من أجل بخله وتكذيبه بالجزاء . وهو مثل قوله تعالى في سورة الحاقة : ولا يحض على طعام المسكين وقد تقدم . وليس الذم عاما حتى يتناول من تركه عجزا ، ولكنهم كانوا يبخلون ويعتذرون لأنفسهم ، ويقولون : أنطعم من لو يشاء الله أطعمه ، فنزلت هذه الآية فيهم ، وتوجه الذم إليهم . فيكون معنى الكلام : لا يفعلونه إن قدروا ، ولا يحثون عليه إن عسروا .

وقوله: ( وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ) يقول تعالى ذكره: ولا يحثّ غيره على إطعام المحتاج من الطعام.

وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3)والحض : الحث ، وهو أن تطلب غيرك فعلاً بتأكيد .والطعام : اسم الإِطعام ، وهو اسم مصدر مضاف إلى مفعوله إضافة لفظية . ويجوز أن يكون الطعام مراداً به ما يطعم كما في قوله تعالى : { فانظر إلى طعامك وشرابك } [ البقرة : 259 ] فتكون إضافة طعام إلى المسكين معنوية على معنى اللام ، أي الطعام الذي هو حقه على الأغنياء ويكون فيه تقدير مضاف مجرور ب ( على ) تقديره : على إعطاء طعام المسكين .وكنى بنفي الحضّ عن نفي الإِطعام لأن الذي يشحّ بالحض على الإِطعام هو بالإِطعام أشح كما تقدم في قوله : { ولا تحاضون على طعام المسكين } في سورة الفجر ( 18 ) وقوله : { ولا يحض على طعام المسكين } في سورة الحاقة ( 34 ) .والمسكين : الفقير ، ويطلق على الشديد الفقرِ ، وقد تقدم عند قوله تعالى : { إنما الصدقات للفقراء والمساكين } في سورة التوبة ( 60 ) .
الآية 3 - سورة الماعون: (ولا يحض على طعام المسكين...)