سورة المرسلات: الآية 16 - ألم نهلك الأولين...

تفسير الآية 16, سورة المرسلات

أَلَمْ نُهْلِكِ ٱلْأَوَّلِينَ

الترجمة الإنجليزية

Alam nuhliki alawwaleena

تفسير الآية 16

ألم نهلك السابقين من الأمم الماضية؛ بتكذيبهم للرسل كقوم نوح وعاد وثمود؟ ثم نلحق بهم المتأخرين ممن كانوا مثلهم في التكذيب والعصيان. مِثل ذلك الإهلاك الفظيع نفعل بهؤلاء المجرمين من كفار "مكة"؛ لتكذيبهم الرسول صلى الله عليه وسلم.

«ألم نهلك الأولين» بتكذيبهم، أي أهلكناهم.

أي: أما أهلكنا المكذبين السابقين.

يعني من المكذبين للرسل المخالفين لما جاءوهم به.

والاستفهام في قوله أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ وفي الآيات المماثلة له بعد ذلك، للتقرير، والمقصود به استخراج الاعتراف والإقرار من مشركي قريش على صحة البعث، لأن من قدر على الإهلاك، قادر على الإعادة.أى: لقد أهلكنا الأقوام الأولين الذين كذبوا رسلهم، كقوم نوح وعاد وثمود.

"ألم نهلك الأولين"، يعني الأمم الماضية بالعذاب في الدنيا حين كذبوا رسلهم.

أخبر عن إهلاك الكفار من الأمم الماضين من لدن آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم .

أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ (16)استئناف بخطاب موجه إلى المشركين الموجودين الذين أنكروا البعث معترض بين أجزاء الكلام المخاطببِ به أهل الشرك في المحشر .ويتضمن استدلالاً على المشركين الذين في الدنيا ، بأن الله انتقم من الذين كفروا بيوم البعث من الأمم سابقهم ولاحِقهم ليحذروا أن يحلّ بهم ما حلّ بأولئك الأولين والآخِرين .والاستفهام للتقرير استدلالاً على إمكان البعث بطريقة قياس التمثيل .والمراد بالأولين الموصوفون بالأولية أي السبق في الزمان ، وهذا يقِرُّ به كل جيل منهم مسبوق بجيل كفروا .فالتعريف في { الأولين } تعريف العهد ، والمراد بالأولين جميع أمم الشرك الذين كانوا قبل مشركي عصر النبوة .والإِهلاك : الإِعدام والإِماتة . وإهلاك الأولين له حالتان : حالة غير اعتيادية تنشأ عن غضب الله تعالى ، وهو إهلاك الاستئصال مثل إهلاك عاد وثمود ، وحالة اعتيادية وهي ما سَن الله عليه نظام هذا العالم من حياة وموت .وكلتا الحالتين يصح أن تكون مراداً هنا ، فأما الحالة غير الاعتيادية فهي تذكير بالنظر الدال على أن الله لا يرضى عن الذين كذبوا بالبعث .وأما الحالة الاعتيادية فدليل على أن الذي أحيا الناس يميتهم فلا يتعذر أن يعيد إحياءهم .
الآية 16 - سورة المرسلات: (ألم نهلك الأولين...)