سورة القارعة: الآية 10 - وما أدراك ما هيه...

تفسير الآية 10, سورة القارعة

وَمَآ أَدْرَىٰكَ مَا هِيَهْ

الترجمة الإنجليزية

Wama adraka ma hiyah

تفسير الآية 10

وما أدراك -أيها الرسول- ما هذه الهاوية؟

«وما أدراك ماهيه» أي ما هاوية.

وَمَا أَدْرَاكَ مَاهِيَهْ وهذا تعظيم لأمرها،

ولهذا قال تعالى مفسرا للهاوية : ( وما أدراك ما هيه نار حامية )قال ابن جرير : حدثنا ابن عبد الأعلى : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الأشعث بن عبد الله الأعمى قال : إذا مات المؤمن ذهب بروحه إلى أرواح المؤمنين ، فيقولون : روحوا أخاكم ، فإنه كان في غم الدنيا . قال : ويسألونه : وما فعل فلان ؟ فيقول : مات ، أوما جاءكم ؟ فيقولون : ذهب به إلى أمه الهاويةوقد رواه ابن مردويه من طريق أنس بن مالك مرفوعا ، بأبسط من هذا . وقد أوردناه في كتاب صفة النار ، أجارنا الله منها بمنه وكرمه .

ثم ختم- سبحانه- السورة الكريمة، بما يزيد من هول هذه الهاوية فقال: وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ، نارٌ حامِيَةٌ.أى: وأى شيء يخبرك بكنه تلك النار السحيقة؟ إننا نحن الذين نخبرك بذلك فنقول لك- أيها المخاطب- على سبيل التحذير من العمل الذي يؤدى إليها:

( وما أدراك ما هيه ) يعني الهاوية ، وأصلها : ما هي ، أدخل الهاء فيها للوقف والاستراحة

وما أدراك ما هيه الأصل ( ما هي ) فدخلت الهاء للسكت . وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب وابن محيصن ( ما هي نار ) بغير هاء في الوصل ، ووقفوا بها . وقد مضى في سورة الحاقة بيانه .

وقوله: ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ) يقول جلّ ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وما أشعرك يا محمد ما الهاوية.

وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) { وما أدراك ما هيه } : تهويل كما تقدم آنفاً .وضمير { هِيه } عائد إلى { هاوية } ، فعلى الوجه الأول يكون في الضمير استخدام ، إذ معاد الضمير وصف هالكة ، والمرادُ منه اسم جهنم كما في قول معاوية بن مالك الملقَّب معوِّذَ الحُكماء: ... إذا نزل السماءُ بأرض قومرَعْينَاه وإنْ كانوا غضاباً ... وعلى الوجه الثاني يعود الضمير إلى { هاوية } وفسرت بأنها قعر جهنم .وعلى الوجه الثالث يكون في { هِيه } استخدام أيضاً كالوجه الأول .والهاء التي لحقت ياء ( هِي ) هاءُ السكت ، وهي هاء تُجلب لأجل تخفيف اللفظ عند الوقف عليه ، فمنه تخفيف واجب تجلب له هاء السكت لزوماً ، وبعضه حسن ، وليس بلازم وذلك في كل اسم أو حرف بآخره حركة بناء دائمة مثل : هو ، وهي ، وكيف ، وثم ، وقد تقدم ذلك عند قوله تعالى : { فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كِتابيه } في سورة الحاقة ( 19 ) .وجمهور القراء أثبتوا النطق بهذه الهاء في حالتي الوقف والوصل ، وقرأ حمزة وخلف بإثبات الهاء في الوقف وحذفها في الوصل .
الآية 10 - سورة القارعة: (وما أدراك ما هيه...)