سورة القارعة: الآية 3 - وما أدراك ما القارعة...

تفسير الآية 3, سورة القارعة

وَمَآ أَدْرَىٰكَ مَا ٱلْقَارِعَةُ

الترجمة الإنجليزية

Wama adraka ma alqariAAatu

تفسير الآية 3

وأيُّ شيء أعلمك بها؟

«وما أدراك» أعلمك «ما القارعة» زيادة تهويل لها وما الأولى مبتدأ وما بعدها خبره وما الثانية وخبرها في محل المفعول الثاني لأدرى.

وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ

ثم قال تعالى معظما ومهولا لشأنها وما أدراك ما القارعة.

والاستفهام في قوله- سبحانه-: وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ استفهام عن حقيقتها، والمقصود به التهويل من أمرها، والتفظيع من حالها، وتنبيه النفوس إلى ما يكون فيها من شدائد، تفزع لها القلوب فزعا لا تحيط العبارة بتصويره، ولا تستطيع العقول أن تدرك كنهه.وقوله- سبحانه-: وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ معطوف على جملة «ما القارعة» والخطاب في قوله وَما أَدْراكَ لكل من يصلح له.أى: وما أدراك- أيها المخاطب- ما كنهها في الشدة؟ إنها في الشدة والهول شيء عظيم. لا يعلم مقدارها إلا الله- تعالى-.فالمقصود من الآيات الكريمة: تعظيم شأنها، والتعجيب من حالها، وأنها تختلف عن قوارع الدنيا- مهما بلغ عظمها- اختلافا كبيرا.

"وما أدراك ما القارعة".

وكذا وما أدراك ما القارعة كلمة استفهام على جهة التعظيم والتفخيم لشأنها ، كما قال : الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة على ما تقدم .

وقوله: ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وما أشعرك يا محمد أيّ شيء القارعة.

وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3)ومعنى { وما أدراك ما القارعة } زيادة تهويل أمر القارعة و { ما } استفهامية صادقة على شخص ، والتقدير : وأي شخص أدراك ، وهو مستعمل في تعظيم حقيقتها وَهَوْلها لأن هول الأمر يستلزم البحث عن تعرفة . وأدراك : بمعنى أعلمك .و { ما القارعة } استفهام آخر مستعمل في حقيقته ، أي ما أدراك جواب هذا الاستفهام . وسدّ الاستفهام مَسدَّ مفعولي { أدراك } .وجملة : { وما أدراك ما القارعة } عطف على جملة { ما القارعة } .والخطاب في { أدراك } لغير معين ، أي وما أدراك أيها السامع .وتقدم نظير هذا عند قوله تعالى : { الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة } [ الحاقة : 1 3 ] وتقدم بعضه عند قوله تعالى : { وما أدراك ما يوم الدين } في سورة الانفطار ( 17 ) .
الآية 3 - سورة القارعة: (وما أدراك ما القارعة...)