سورة الصافات: الآية 18 - قل نعم وأنتم داخرون...

تفسير الآية 18, سورة الصافات

قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَٰخِرُونَ

الترجمة الإنجليزية

Qul naAAam waantum dakhiroona

تفسير الآية 18

قل لهم -أيها الرسول-: نعم سوف تُبعثون، وأنتم أذلاء صاغرون.

«قل نعم» تبعثون «وأنتم داخرون» أي صاغرون.

ولما كان هذا منتهى ما عندهم، وغاية ما لديهم، أمر اللّه رسوله أن يجيبهم بجواب مشتمل على ترهيبهم فقال: قُلْ نَعَمْ ستبعثون، أنتم وآباؤكم الأولون وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ ذليلون صاغرون، لا تمتنعون، ولا تستعصون على قدرة اللّه.

( قل نعم وأنتم داخرون ) أي : قل لهم يا محمد : نعم تبعثون يوم القيامة بعد ما تصيرون ترابا وعظاما ، ( وأنتم داخرون ) أي : حقيرون تحت القدرة العظيمة ، كما قال تعالى ( وكل أتوه داخرين ) [ النمل : 87 ] ، وقال : ( إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) [ غافر : 60 ] .

ولذا لقن الله- تعالى- نبيه صلّى الله عليه وسلم الجواب الذي يخرس ألسنتهم فقال: قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ داخِرُونَ.أى: قل لهم- أيها الرسول الكريم- ستبعثون أنتم وآباؤكم الأقدمون، وأنتم جميعا داخِرُونَ أى: صاغرون مستسلمون، لا تستطيعون التأخر أو التردد.. يقال: دخر الشخص يدخر- بفتح الخاء- دخورا، إذا ذل وصغر وهان.

( قل نعم ) تبعثون ، ( وأنتم داخرون ) صاغرون ، والدخور أشد الصغار .

قوله تعالى : قل نعم أي نعم تبعثون . وأنتم داخرون أي : صاغرون أذلاء ، لأنهم إذا رأوا وقوع ما أنكروه فلا محالة يذلون . وقيل : أي : ستقوم القيامة وإن كرهتم ، فهذا أمر واقع على رغمكم وإن أنكرتموه اليوم بزعمكم .

يقول الله لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - : قل لهؤلاء : نعم أنتم مبعوثون بعد مصيركم ترابا وعظاما أحياء كما كنتم قبل مماتكم ، وأنتم داخرون .وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .ذكر من قال ذلك :حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون أوآباؤنا الأولون ) تكذيبا بالبعث ( قل نعم وأنتم داخرون )وقوله ( وأنتم داخرون ) يقول - تعالى ذكره - : وأنتم صاغرون أشد الصغر ، من قولهم : صاغر داخر .وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .ذكر من قال ذلك :حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( وأنتم داخرون ) : أي صاغرون .حدثني محمد بن الحسين قال : ثنا أحمد بن المفضل قال : ثنا أسباط ، عن السدي ، في قوله ( وأنتم داخرون ) قال : صاغرون .

قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ (18) و { أنتم داخرون } جملة في موضع الحال . والداخر : الصاغر الذليل ، أي تبعثون بعث إهانة مؤذنة بترقب العقاب لا بعث كرامة .وفُرّع على إثبات البعث الحاصل بقوله : { نَعَمْ } ، أن بعثهم وشيك الحصول لا يقتضي معالجة ولا زمناً إن هي إلا إعادة تنتظر زجرة واحدة .
الآية 18 - سورة الصافات: (قل نعم وأنتم داخرون...)